???? زائر
| موضوع: قران وسنة الإثنين نوفمبر 23, 2009 12:04 am | |
| قرآن وسنة د. عبد الله النجار
| تم انتاج فيلم أمريكي يقوم بناؤه علي فكرة مفادها أن يوم القيامة سيأتي في سنة 2012 ميلادية. أي بعد عامين فقط من الآن. وراح يقدم للناس صورا لما سيجري في هذا اليوم اظهر فيها المباني الشامخة وهي تتهاوي وتتساقط. والجبال الرواسي وهي تنفجر وتتطاير. والبحار الهائجة. وهي تعلو البواخر. وتبتلعها. كما أظهر ملامح الناس وهم يفرون من فزع الي فزع. ومن هلاك إلي هلاك فلا يجدون لانفسهم عاصما من قوة الانفجارات التي تدوي والنيران التي تشتعل. والانهيارات الأرضية التي تحدث والأرض التي تميد من تحت اقدامهم وهي مشاهد يحرص الناس علي متابعتها ولايملون من النظر اليها لانهم لايرونها في الواقع الا قليلا. كما انها تستهوي اصحاب الفكر التجريبي الذين يحبون أن يروا مشاهد الخراب والدمار وهي تحدث فور وقوعها وذوي الميول للمغامرات ممن لايخافون الهلاك لغيرهم ولأنفسهم ولايبقون للحياة علي قيمة أو مظهر ولذلك كان تأثير تلك المشاهد كبيرا علي قطاع الشباب وظن بعضهم ان الفيلم يقدم قصة حقيقية وخبرا صادقا مع أن مبناه علي الكذب والمبالغة والتلفيق والتخيل الذي لايمت الي حقيقة الأمر بصلة. وهو عمل لايجوز تصديقه وأن بدا مافيه مشوقا لمن يراه ومثيرا لمن يشاهده بل حتي ولو استضاف بعض الاعلاميين عددا من النجوم الفارغين ليصدقوا ماجاء به. ويعربوا عن اعجابهم وانبهارهم بما يحدث فيه. وانتاج هذا الفيلم وأمثاله يؤكد أن الفن بدأ يستغل في محاربة المفاهيم الاسلامية الراسخة والمؤكدة والتي لايجوز ان تقبل شكا او تأويلا في نفوس المؤمنين بالله. لان الله قد اخبر عن حقيقتها بأسلوب قاطع لايترك لمثل تلك التخرصات مجالا. ومن تلك الحقائق الايمانية التي يصادمها الفيلم ويحاربها ان قيام الساعة لايعلم موعدها الا الله سبحانه وقد اختص نفسه بعلم ذلك ولم يطلع عليه وليا ولانبيا. قال الله تعالي "ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم مافي الارحام. وماتدري نفس ماذا تكسب غدا. وماتدري نفس بأي أرض تموت ان الله عليم قدير".. فعلم الساعة عند الله ولاشك في ذلك. ولهذا كان كل من يخبر عن موعد قيامه أو يحدد له تاريخا من البشر كذابا أشر يتعدي علي علم الله. ويشكك في تلك الحقيقة الايمانية القاطعة. ولهذا لايجوز تصديقه ويجب تكذيبه. لقد كان الفن فيما مضي وسيلة لإبراز وجوه الجمال في الخلق والكون. وهو ماكان يؤدي في كثير من احواله الي الايمان بالله مبدع هذا الجمال وخالق هذا الكون القائم علي التناسق والتكامل. واليوم تغير الحال وتبدل المسار. وأصبح الفنانون بعيدين عن تلك الغايات السامية. وتفرغ الكثيرون منهم لفتنة الناس بمثيرات الشهوة ومهيجات الغريزة حتي غدت البشرية اشبه بقطيع من الحيوانات التي لاتتواصل ولاتتراحم. كما غدا الفن مدخلا للالحاد. وذلك مايدعو اليه الفيلم المذكور.
|
منقول من جريدة الجمهورية |
|